الخديوى اسماعيل بن ابراهيم باشا 1863م افتتح فى عهده قناة السويس
ونتيجة لسياستة المالية السيئة عزله السلطان عبد الحميد الثانى بضغط من انجلترا وفرنسا فى 1879م وتوفى بالاستانة 1895م- ودفن بالقاهرة *
الصورة الجانبية عبارة عن شعار أسرة محمد على الذى أصبح شعار ملوك مصر فى عهد أحمد فؤاد وقد أستمرت مصر فى إستعماله من سنة 1922 - 1953م ويلاحظ القمر وثلاثة نجوم رمز الله إلاه القمر الوثنى وبناته الثلاثة اللات والعزى ومناة الثالثة
ولد الخديو إسماعيل، وهو ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، في القاهرة في ٣١ ديسمبر عام ١٨٣٠م، وهو خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، تلقي تعليمه في مدرسة القصر الخاصة التي أنشأها جده لتعليم أبناء الأسرة، فدرس الفرنسية والتركية وبعض العلوم الحربية، ثم أوفده جده إلي باريس لاستكمال تعليمه، والتحق هناك بمدرسة سان سير العسكرية، وبعد وفاة أخيه الأكبر حصل علي السلطة دون معارضة، وفي نهاية ١٨٦٦م حصل علي لقب خديو من السلطان العثماني.
كان إسماعيل كحاكم طموحاً وقد نجح في فترة حكمه في تغيير نظام توارث العرش، وقرر ألا يصطدم بأوروبا بل عمل علي التعاون معها في بناء دولته الحديثة، وارتفعت في عهده أسعار القطن المصري، واستكمل مشروع حفر قناة السويس، وأنشأ سككاً حديدية بطول ١٠٨٥ ميلاً، وشيد مدينة الإسماعيلية، وأنشأ داراً للأوبرا، وعمل علي ضم منابع النيل فتوسع جنوباً، وأسس ديوان المدارس.
وقد أنشئت في عهده نحو ٤٨١٧ مدرسة، وافتتح مدرسة للمعاقين «الصم والبكم والعميان» وأنشأ أول مدرسة للبنات في مصر، وأعاد إصدار صحيفة الوقائع، وازدهرت الصحافة في عهده، وأنشأ دار الكتب، وزادت في عهده رقعة الأراضي الزراعية، وثقلت علي مصر الديون في عهده وانتهي الأمر بفرض الوصاية المالية الكاملة علي مصر، وفي ٨ يوليو ١٨٧٩م وبتواطؤ أوروبي عثماني تم خلعه وعاش في منفاه في نابولي بإيطاليا، ثم أقام في قصر علي البوسفور إلي أن توفي «زي النهارده» من عام ١٨٩٥م، ودفن في مسجد الرفاعي بالقاهرة.
( والى ثم خديوى )
تولى الحكم أسماعيل باشا بعد وفاة محمد سعيد باشا من 19 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879 ولد 1830 عند وفاه سلفه سعيد كان أكبر الذكور سنا فآلت إليه ولاية مصر , والخديوى أسماعيل تلقى علومه فى فينا ثم باريس .
وكانت علاقة الخديوى أسماعيل ببطريك الأقباط علاقة أحترام لدرجة أن الخديوى أسماعيل حينما كان يبنى مدينة حديثة للقاهرة تضاهى مدن أوربا أقتضى الأمر أن يفتح شارع كلوت بك وكان من الضرورى أن يمر بكنيسة الأقباط فعرض الخديوى على الأنبا ديمتريوس أن يبنى له كنيسة بدلاً منها فى مقابل هدمها لتوسيع شارع كلوت بك الموجود بالأزبكية حالياً فرفض البطريرك وما كان من الخديوى إلا أنه أستجاب لرغبة البطريرك .
ولم تتأثر العلاقة بينهما نتيجة لموقف البطريرك فقد منح الخديوى أسماعيل مساحة 1500 فدان لبطرخانة الأقباط من الأطيان الموجودة بالمديريات على ذمة الميرى , وهذه المنحة مدونة بالوثيقة المحفوظة بعابدين سجل رقم 1919 أوامر عربية بتاريخ 3/11/1866م .
حكم إسماعيل, عاد الي سياسة جده في التحيز للترك والشركس, فظل عرابي في رتبته19 عاما( ترقي فقط في عهد توفيق بن إسماعيل بعد أن تزوج من ابنة مرضعة زوجته).. لكن وبسبب شق الترع وانشاء السكة الحديد, قفزت أطيان إسماعيل من15 ألف فدان الي950 ألفا بعد17 عاما, زادت فيها ايضا أملاك طبقة الأعيان المصريين
الأقباط فى عصر أسماعيل باشا
والخديوى أسماعيل هو أول حاكم فى التاريخ يمنح أعلى رتبة لمسيحيى فى ذلك العصر وقد أستحقها نوبار باشا
ونرى الأقباط فى هذا العصر يبنون مساجد فقد انشأ مرقس بك يوسف فى عام 1865م مسجداً فى طنطا , وأنشأ قلينى فهمى باشا مسجداً آخر وكنيسة بعزبته بالمنيا .
وسمح الخديوى أسماعيل لبطريرك الأقباط كيرلس الرابع بإنشاء مدارس للبنين بجوار البطريركية واخرى للبنات بحارة السقايين وكانت هذه المدارس بالمجان وكان يلتحق بهذه المدارس مسلمين ومسيحيين والذين تخرجوا منها وصلوا إلى مراكز عالية حتى أن بعضهم وصل إلى يصبحوا رؤساء وزارات مثل بطرس غالى باشا وحسين باشا ورشدى يوسف بك وهبة وعبد الخالق ثروت باشا هذا غير الكثيرين من الوزراء والعيان والمستشارين .
أما البطريرك كيرلس الرابع فقد كانت له صداقة مع كثيرين من اعضاء الحكومة وكذلك شيخ الأزهر .
وقد اوفد الخديوى أسماعيل البابا كيرلس الرابع ليزيل سوء التفاهم الذى حدث بين مصر وأثيوبيا فأنهى مهمته وأزال العلاقات المتوترة بين البلدين وأبرمت معاهدة صداقة بين مصر وأثيوبيا.
ومن الأعمال العظيمة التى أمر بها أسماعيل باشا :
** أمر بحضور قسيس من قسوس الأقباط وعمدة من عمد الأقباط للتوقيع و الموافقة عند خروج أحد الأقباط عن الدين المسيحى إلى الدين الاسلامى و إقرارهما بأن ذلك تم بمحض رغبة المتأسلم و بدون أى ضغوط عليه و بمحض إرادته و بعد تصديقهما على الإقرار يحفظ فى المديرية و كان ذلك سنة 1863م.
** عند تنظيم شوارع مصر كان يقتضى أن يمر شارع كلوت بك بمقر البطرخانة القديمة لكى يصير مستقيماً. فعرض الخديو إسماعيل على الأنبا ديمتريوس البطرك آنذاك أن تقوم الدولة ببناء بطريركية جديدة أكبر و دار للبطرك (مقر باباوى) أفخم. و لكن عند رفض الأنبا ديمتريوس هذا العرض قال الخديو "لتكن إرادة البطريرك و لتبق الكنيسة كما هى" و تم إلتفاف شارع كلوت بك من حول البطرخانة كما هو الحال اليوم.
** تبرع الخديو إسماعيل بألف و خمسمائة (1500) فدان من أملاكه الخاصة لصالح المدارس القبطية تشجيعاً منه لهذه المدارس لما تنامى إلى علمه سعى هذه المدارس فى تعليم الطلاب و الطالبات العلوم و اللغات الأجنبية.
** أمر بتوفير مركب بخارى لقداسة البابا ديمتريوس ليطوف البلاد على نفقة الخديو الخاصة لتثبيت الإيمان الأرثوذوكسى أمام طوفان الإرساليات و البعثات التبشيرية البروتستانتية.
** فى عصره كان يتم ترشيح و إنتخاب الأقباط لمجلس الشورى وكذلك قام بتعيين قضاة من الأقباط.
** أسماعيل باشا أول حاكم منح رتبة الباشوية إلى قبطى و هو نوبار باشا (يوجد شارع بإسمه للآن) كما عين واصف باشا فى منصب كبير التشريفات.
وكان عصراً متسامحا قام بعض الأراخنة الأقباط ببناء مساجد للمسلمين فى البلاد فى طنطا و المنيا رداً على كرم الخديو إسماعيل
وفى السنوات الولى من حكم أسماعيل باشا الذى أصبح فيما بعد الخديوى أسماعيل بعد زيارة السلطان عبد العزيز أصبحت له مكانة دولية خاصة بين الدول فقام بالتفاوض راساً مع الدول الأوربية فى موضوع إستبدال المحاكم القنصلية بالنظام القضائى المختلط .
جعل مصر تشترك فى معرض باريس حيث أقيم به قسم خاص لها جمع بين صنوف البهجة والعظمة ولفت ألنظار إلى الإنتاج المصرى وإمكانياته
مشاهير وعظماء القبط
وهبة بك الجيزاوى وكان رئيساً للكتبة فى وزارة المالية , تادرس أفندى عريان وكان رئيساً لكتبة وزارة المالية , دميان جاد بك وكانت له مكانة كبيرة لدى الخديوى حتى أنه عندما توفى اصدر الخديوى أمراً بتعطيل دواوين الحكومة يومها , سعد ميخائيل عبده من كبار موظفى الدولة .. رزق أغا حاكم الشرقية .. مكرم أغا حاكم أطفيح .. ميخائيل أغا حاكم الفشن .. بطرس أغا حاكم برديس
أهم الأعمال التى أنشأت فى عهد هذا الخديوى وأعطت لمصر صفة حضارية
أفتتاح الأنتيخانة والمتحف المصرى والتى تولى إنشائها والعمل بها مريت باشا فى عام 1863م
أنشاء مصلحة البريد فى عام 1866م .
أفتتاح جلسات مجلس الشورى .
أفتتاح قناة السويس فى عام 1869م .. وقد اقيم حفل عالمى حضرة ملوك واباطرة العالم منهم أمبراطور النمسا وأمبراطورة فرنسا اوجينى وولى عهد روسيا والعشرات من أمراء أوربا .
أفتتاح أول دار أوبرا فى الشرق الأوسط .
إنشاء شارع الهرم جتى يستطيع ضيوف مصر زيارة الأهرامات المصرية
فى عام 1870م تم أنشاء دار الكتب وكان ذلك بناء على أقتراح مقدم من على مبارك باشا وزير المعارف ( التعليم) وقد ايد الخديوى أسماعيل هذا الطلب .
إنشاء مدرسة دار العلوم ( كلية العلوم) سنة 1872م
وفى نفس السنة تم أنشأت شركة فرنسية كوبرى قصر النيل وأنشأت شركة انجليزية كوبرى الجلاء .
وأنشأ شارع محمد على بنظام البواكى وكذلك شارع كلوت بك .
أنشأ ميدان التحرير وحديقة الأورمان وحديقة الحيوانات وأقامة تمثال أبراهيم باشا بميدان الأوبرا .
أدخال نظام أوربى بإنارة الشوارع ليلاً بغاز الأستصباح فأكسب القاهرة جمالاً
إنشاء حمامات حلوان وأنشأ الخديوى خط سكة حديد حلوان .
انشأ الخديوى أول خط للخطوط التلغرافية .
صدر أول دستور فى مصر فى 17 مايو 1879م ويقضى هذا الدستور على أن يكون التشريع من حق مجلس النواب ولا تفرض أى ضريبة إلا بعد موافقة مجلس النواب
وفى عام 1879م تم خلع أسماعيل باشا من حكم مصر بفرمان صدر من الأسيتانة وتولى أبنه الخديوى توفيق الحكم
وفى 30 يونيو غادر أسماعيل باشا مصر على الباخرة المحروسة إلى أوربا .
حصول الخديوى على مميزات من السلطان
. حاول أن يسير على يقلد جده محمد على فى تحديث مصر والاستقلال بها عن الإدارة العثمانية ولكن بطريقة العلاقات ودفع الرشاوى لذوى القوة فى الآستانة فحصل بذلك على لقب خديو مصر سنة 1867م كما حصر وراثة العرش فى أنجالة . كافح تجارة الرقيق فى السودان . وسع أملاك مصر فى أفريقيا .
المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر تحكى تفاصيل مثيرة عن أعمال وحياة إسماعيل باشا وأسراره
قالت المؤرخة مسز بوتشر عن أسماعيل باشا : " عندما توفى سعيد باشا فى الإسكندرية ونقل إلى مدفن العائلة فى القاهرة وأخلف إسماعيل باشا وهو ثانى أبناء المرحوم إبراهيم باشا بن محمد على باشا وكان أسماعيل باشا بارعاً فى العلوم متقناً فن الهندسة والرسم , وإليه ينسب ذلك الحمل الثقيل من الديون الباطلة التى تخرب أعظم الممالك تكون أقل ثروة مثل القطر المصرى ومع ذلك فإن تلك الديون الهائلة أنزلت بمصر إلى حضيض الإفلاس المدقع بالرغم من ثروتها الطبيعية الكبيرة , وكان إسماعيل باشا فيه روح الميل إلى تعظيم نفسه ورفع مقامه إلى مصاف السلاطين والملوك كأميال جده الأكبر محمد على إن هذا كان قبل الإشتغال والمتاعب بوساوس ووشايات الأعداء بسائر أنواعها عن ذاك , إن حبه للشهرة والعظمة كان سبباً لتحسين مصر الإقتصادية والأدبية فإنه مدد سكة حديد أخرى فى أنحاء الدلتا وحفر كثير من الترع وأنشأ مصلحة البوسطة وأنشأ السلوك التلغرافية وأوجد الأمن والضمان على الأرواح والممتلكات ما عدا حوادث القتل والنهب التى كانت تحدث بغرض مصالحة الشخصية , وكانت معظم مصروفاته الخصووصية تقريباً على الحريم الذين بلغ عددهم نحو ألف امرأة فى قصور مختلفة صرف الكثير على بنائها من الأموال التى كان يقترضها .
وكانت الحرب الأمريكية فى تلك الأيام سبباً فى جلب الخيرات إلى مصر لعدة سنوات , فكثر الطل على القطن المصرى والبيض فى تلك السنين , وكان المزارعون المصريون يقبضون فيها مبالغ مالية عظيمة توهموا أنها ستدوم إلى الأبد ولكن حصل رد فعل لتلك المطالب وكانت النتيجة خراب المزارعين , وكثير منهم سقطوا بلا رجاء فى أيدى المداينين الذين أقرضوهم الأموال بالربا الفاحش "
الإمبراطورة أوجيني عند زيارتها لمصر في إفتتاح قناة السويس
افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية .
زادت ديون مصر فى عهده زيادة كبيرة أدت إلى تدخل انجلترا وفرنسا فى شئون مصر الداخلية بحجة حماية ديونها أدت سياسته المالية إلى أن عزله السلطان عبد الحميد الثانى بضغط من ألمانيا فى يونيو 1879 وتنصيب أبنه توفيق باشا خديويا لمصر .
وعلقت المؤرخة الإنجليزية مسز بتشر على حفر قناة السويس فقالت : " وأحسن شئ جميل ونافع وثمين (للمصريين) وآخر عمل نافع قام به أسماعيل هو قناة السويس , فكانت تلك القناة نصراً عظيماً للفرنسيين وأعظم عمل مافق لصالح الإنجليز , ولكن فائدتها للمصريين يداخلها الريب والشك , وقد أشترى إسماعيل هذه القناة وظهرت إلى عالم الوجود بحياة الألوف من رعاياه المصريين لآنه لم يصرف عليها فقط آخر فلس جمعه من الفلاحيين البؤساء بل أقترض على إتمامها أموالاً طائلة من كل قطر يقبل إقراضه , ولما اصبح من الواضح أنه لم يتخذ لحاملى سندات دين إسماعيل الوسائط القوية لصيانة أموالهم لما ردت إليهم الأموال ولا أرباحها , فذهبوا إلى دول اوربا العظمى وطالبوها بالتدخل فى شئون إسماعيل المالية لضمان حقوقهم , فجاءت وفود مالية مختلفة للمراقبة والتفتيش على نظارة المالية فقاوم أسماعيل هذا التدخل وعاند أولئك المراقبين الماليين .
وشرع المالى الألمانى العظيم بمفاتحة الخديوي إسماعيل وله الفضل الأول فى إبتداء المخابرة وعقد المجالس القضائية , وأخيراً أصدرت المحاكم الأهلية قراراتها لصالح الحكومة الألمانية التى كانت تطالب مصر بمبالغ عظيمة من ديونها , فأنكر إسماعيل باشا هذه الأحكام ورفض دفع الأموال المطلوبة للألمان, فإتخذ البرنس بسمارك الداهية الألمانى العظيم مماطلة الخديوى إسماعيل سبباً فى إقالته من عرش مصر , أما إنجلترا وفرنسا رفضتا رفضتا التداخل , وكانت الدولة العلية (العثمانيين) أضعف من ان تفعل شيئاً ومن أن تفعل ما فعلته ألمانيا , ولا تقوى على عزله .
وفى 19 يوليو سنة 1879 م وصله تنبيه رسمى بالإستقاله وبعد أن كظم غيظه وحنقه خمسة أيام كان فى أثنائها الأوربيين القاطنين فى القاهرة يترددون فى حقيقة الخبر , وإذا به إنتشر فى القاهرة خبراً مفاده أن إسماعيل باشا سلم عرشه المصرى وأعتزل الملك فى يوم 26 يونيو , ونزل الحاكم المعزول من القلعة وولى مكانه أبنه محمد توفيق باشا
صورة للملك فيكتور عمانويل عند زيارته لإسكندرية و هناك إحدى الميادين في منطقة سموحة بالإسكندرية مسماه بإسمه
إسماعيــــــــــل باشا والتعليم
في يناير 1863 أصدر إسماعيل أمراً إلي إبراهيم أدهم ناظر الأوقاف والمدارس بإنشاء ثلاث مدارس جديدة. وفي عام 1875 بلغ عدد المدارس 129 مدرسة والتلاميذ 839.13 تلميذا.
فكانت المرة الأولي التي يزيد فيها عدد تلاميذ المدارس العصرية علي طلاب الأزهر وكانوا في ذات العام 095.11 طالبا.
إسماعيل باشا والتعليم القبطى
وعندما رأى إسماعيل باشا هذه النهضة الرائعة التي أحدثتها مدارس الاقباط في المجتمع المصري والتي بلغ عددها مدرسة في عهده للبنين و للبنات ومدرسة صناعية ( لمسايرة عصر الصناعة البازغ في مصر حينئذ ) تبرع لها بـ 1500 فدان وقفاً عليها
دار الكتب
وعن دار الكتب قال الدكتور صابر عرب رئيس الدار إنها تأسست منذ عصر الخديوي إسماعيل عام1870بغرض تجميع المخطوطات النفيسة لما كتب من جانب السلاطين والمؤلفين عن المساجد ومعاهد العلم والعلوم المختلفة,موضحا أنه مع ازدياد نمو المكتبة وضيق المكان بما فيه تم وضع حجر أساس مبني جديد للكتبخانة ودار الآثار العربية حيث خصص الطابق الأرضي لدار الآثار العربية والطابق الأول والثاني للكتبخانة الخديوية ونتيجة لتنامي رصيد الدار من الكتب والوثائق ضاق المبني مرة أخري ووضع حجر أساس مبني جديد في يوليو1961وهو دار الكتب الموجودة حاليا علي الكورنيش وتم افتتاحه رسميا عام1977ويحوي قاعات اطلاع ووثائق تم تطويرها عن طريق استخدام وسائل تقنية جديدة للاطلاع والوصول للكتب التي يريد الشخص الاطلاع عليها بالإضافة إلي عمل كتيبات للتعريف بتاريخ الدار وتطويرها ومحتوياتها.
وأوضح أن الدار بها ما يزيد علي75ألف مخطوط ومجموعة نادرة من ورق البردي ومن أقدم تلك البرديات بردية تعود لعام705مإلي جانب عدد من الوثائق الرسمية ومجموعة نادرة من النقود العربية تعود أقدمها إلي عام696م.
جريدة وطنى بتاريخ الأحد 26/2/2006م العدد 2305
موت الخديوى إسماعيل
توفى إسماعيل بالآستانة 1895 م ودفن بالقاهرة
حادثة ترميم وبناء كنيسة أعتبرها المحافظ بيت كفــر
الأرخن القبطي التقى والصلاح المعلم إبراهيم الجوهري قام بترميم الكنائس والأديرة وعمل على نسخ الكتب الطقسية بها وبناء وتعمير الكنائس والأديرة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية , ووصل إلى أعلى وظائف الدولة وهى وظيفة كتاب مصر وهى تعادل رئيس وزراء وفي أثناء ذلك وصلت الأميرة التركية في زيارة لمصر فقام باستقبالها المعلم إبراهيم الجوهري وأحسن ضيافتها وإكرامها ، كما أهتم بكنيسة بسندبيس بالقليوبية والمعروفة بأسم كنيسة مارجرجس وهى الكنيسة التي تربي فيها المعلم إبراهيم الجوهري لأنه نشأ فى مدينة قليوب حيث لم تكن كنيسة أخرى قريبة منها سوى كنيسة سندبيس
وحدث ان بناء الكنيسة بعد أن ساءت أحوال مبانيها القديمة وآلت للسقوط فقد تولي أمرها تلك الأسرة الوافدة من الصعيد كما ذكرنا آنفاً ولكن تصدى لهم كبير من هذه البلدة وكان يدعى محمد أغا بك وكان حاكماً لمحافظة القليوبية (حاكم قط مديرية القليوبية سابقاً) وكان ذو نفوذ وسطوة كبيرة حتى أن أبناء القرية كانوا يخافونه ويرتعدون منه و من قسوته على العامة والفقراء وقسوته في تعذبيهم ،
ولما تعنت مع الأقباط وساء الموقف سوءاًً وصل الأمر إلى مسامع الحكومة وعلى رأسها الخديوي إسماعيل أرسل هذا الخديوي مهندس السراي الخديوية وفى نفس الوقت مهندس الري المشرف على قناة الدلتا وأسمه المهندس جرجس الشاطبي فأتى هذا المهندس إلى سندبيس وتقابل مع القمص غبريال يوسف راعي الكنيسة وابن عطا الله سليمان وأخوته فأخبره القمص بكل الأحداث وطلب منه تحديد موعداً لمقابله الخديوي ليعرض عليه الأحداث فحضر إليه بعد يومين المهندس جرجس الشاطبى وأبلغه مواقفه الخديوي مقابلته وحدد له اليوم الذي يأتى إليه في
وذهب القمص غبريال إلى السراي لمقابله الخديوي قام الخديوي على غير العادة مرحباً به مشيراً إليه بالجلوس عن يمينه طالباً منه شرح مظلمته ولما استمع الخديوي إلى شرح القمص غبريال وعرف مظلمته وأن الحاكم محمد أغا حاكم القليوبية يرفض بناء بيت من بيوت الله خاصة بالمسيحيين بحجة أنه بيت كفر ، أمر الخديوي بالقبض علي محمد أغا هذا وتجريده من وظيفته وإحضاره أمامه مكبلاً بالقيود فتم ما أمر به الخديوي وعند حضوره أمامه عنفه وأمر بسجنه ، أما القمص غبريال فأذن له الخديوي بأن يذهب إلى بلدته سندبيس مؤيداً بقرار منه وأمر بأن ترسل قوة من الأمن إلى سندبيس لمساندة القمص غبريال في إتمام تسوير الكنيسة وتحديد المساحة التي يرغبها للكنيسة وبنائها
فى 30 مارس 1914م تبرعت الأميرة فاطمة أسماعيل أبنه أسماعيل باشا الخديوى الأسبق بوقف أطيان مملوكة لها لينفق ريعها على أنشطة الجامعة ومنحتها ستة أفدنة فى الدقى لتقيم عليها مبانى الجامعة ووهبت الجامعة كل مجوهراتها ومصاغها وحليها لتقيم المبنى وتم وضع حجر الأساس فى 30 مارس سنة 1914م وكانت هذه الجامعة مفتوحة لجميع ابناء الشعب مسلمين ومسيحيين
أنفق إسماعيل الكثير علي انشاء المدارس الحديثة, وعلي قناة السويس, وبذل الرشاوي الضخمة للسلطان التركي ورئيس وزرائه( الصدر الأعظم) للفوز بلقب( خديو) وجعل وراثة الحكم في ذريته.. وبسبب ديونه وفوائدها العالية, وعجزه عن سداد الأقساط, أصبح لكل من انجلترا وفرنسا وزير في الوزارة المصرية قليلة العدد فشعر إسماعيل بتقليص سلطاته
أما بيت فاضل فأصابته لعنة غريبة ومن نوع خاص، فهم تشردوا وانتشروا في القارات، ومنهم أبناء وأحفاد يعيشون في استراليا الآن، بعد تغيير ديانتهم، المثير في أسرة محمد علي أن بعضهم يهوي الزواج من يهوديات مثل الأمير أحمد فؤاد، وبالتالي فإن أبناءهم يهود بحكم العقيدة اليهودية، وبعضهم تزوج من أقباط مثل شقيقة الملك فاروق التي تزوجت رياض غالي وهاجرت وعاشت في أمريكا مع أمها الملكة نازلي، وتخلي عنها رياض غالي فيما بعد فاضطرت لأن تعمل عاملة في أحد المحلات الأمريكية وكانت أحيانا تضطر لتنظيف المحل، ناهيك عن شقيقة فاروق الأخري التي تزوجت شاه إيران محمد علي بهلوي وأنجبت منه ابنه ولا أحد يعرف أين هي الآن، خاصة بعد سقوط الشاه، بجانب باقي الأمراء والأميرات الذين يعيشون في سويسرا وهي تمركزهم المنفي الاختياري لهم، والبعض قام بتغيير ديانته كما حدث في أسرة فاضل..
وهذا الفرع ينحدر من نسل مصطفي بهجت فاضل شقيق الخديو اسماعيل باشا، ومنطقة 'مصطفي كامل' الشهيرة بالاسكندرية سميت باسمه لأن هذه المنطقة كانت عنده بمثابة حدود قصره الفخم جدا، وكان من أثري أثرياء عائلة محمد علي، علي الإطلاق، مما أثار طمع وغيرة شقيقة الخديو اسماعيل، والذي أصدر فرمانا ملكيا بعد خلاف مفتعل معه بتجريد شقيقه من ممتلكاته وأطيانه وأمواله، وقام بترحيله لتركيا، لكي لا ينازعه أبناؤه فيما بعد علي وراثة العرش، وحصرها في بيته وأولاده من بعده، أو أن يطالبوا بتلك الأموال والممتلكات والثروات الطائلة..والأمير مصطفي راغب أنجب 16 ابنا ماتوا جميعا، دون أن يتركوا وريثا للعرش حينئذ..
وبعض من تبقي من هذا الفرع من البنات، قمن بتغيير دياناتهن للمسيحية، مما عرضهن للغضب الملكي وتم سحب الألقاب الملكية منهن وتجريدهن من تلك الألقاب حتي قبل قيام ثورة يوليو..
وفي استراليا يعيش هناك مارتا إليكس فاضل وعلي فيليب فاضل، وجيو جوفوكس ورد فاضل، وهذا الفرع من البنات انقطعت صلاته تماما بأقاربهن من أسرة محمد علي، ويتعرضن للمقاطعة والغضب الملكي من عقود عديدة
إسماعيل باشا فى رمضان
كان من عادة الخديو إسماعيل أن يجامل جيرانه في حي عابدين، وكانت تخرج من قصر عابدين صواني الأطعمة الفاخرة وقد قال عبدالمنعم شميس في كتاب «القاهرة قصص وحكايات» إن الصواني كانت ترسل إلي بعض البيوت المعروفة من عائلات أبناء البلد.
ومن كرم الخديو علي العائلات كانت تبادله التحية وكان من عادة أحد كبار التجار أن يرسل إلي قصر عابدين كل سنة ١٢ أردباً من القمح قبل موسم عاشوراء، لكي يقوم الطباخون بإعداد أطباق العاشوراء، وكان القصر يرسل أطباق العاشوراء المستديرة المصنوعة من الصيني الفاخر ويبلغ قطر الواحد منها أكثر خمسين سنتيمتراً وكانت تغطي بمناديل الحرير ولا تسترد من المهدي إليه بعد أن يأكل هو وأسرته ما فيها.
«ليلة القدر خير من ألف شهر» وكان الخديو إسماعيل يرسل في هذه الليلة إلي بيوت بعض المصريين صينية عشاء بها ديك رومي ومسلتزماته من الأطعمة والحلوي. وفي عيد الفطر كانوا يرسلون أنواع الشيكولاتة والملبس باللوز والحلويات الفاخرة وأقفاص الفاكة في بشائرها من حدائق أنشاص، والخيار مغلفاً بالورق الأبيض الرقيق وظل هذا التقليد حتي أوائل عهد الملك فؤاد وانقطع في عهده أيضاً.
إسماعيل باشا
(1247-1304هـ =1830-1895م)
إسماعيل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا: خديوي مصر، ولد عام 1830، وتلقى العلم في باريس ثم عهد إليه عمه سعيد باشا بمهام سياسية مختلفة لدى البابا ونابليون الثالث وسلطان تركيا.
وفي عام 1861 أخمد فتنة في السودان، وبعد ذلك بعامين1863 خلف والده في حكم مصر، وكان أول من تلقب بخديو= خديوي من أبناء محمد علي، وهي كلمة فارسية معناها "سيد" ، وقد منحه السلطان العثماني عبد العزيز هذا اللقب عام1867، وفي عام 1873 صدر فرمان سلطاني آخر وطد استقلال الخديوي في كثير من الأمور.
وكان إسماعيل طموحا يفكر في جلائل الأعمال ويرسم خططا واسعة للإصلاح. فقد أصلح نظام الجمارك وأنشأ إدارة البريد. وأنار القاهرة والإسكندرية والسويس بغاز الاستصباح، وأمد فيها أنابيب المياه، وأوجد صناعة السكر ، وعمل على تنشيط التجارة بإنشاء الخطوط الحديدية وأسلاك البرق وإقامة الأرصفة والثغور وشق القنوات لري الأراضي. كما شجع التعليم بأن أنشأ أولى مدارس لتعليم الإناث في مصر. وفتح مدرسة للهندسة، ومدرسة للطب. وفي عام 1869 احتفل احتفالا عظيما بافتتاح قناة السويس حضرة إمبراطور النمسا، وانتهز هذه الفرصة ليضع نفسه في مصاف ملوك اروبا، كما حاول أن يرقى بالسودان على مثال ما فعله بمصر وان يبطل تجارة الرقيق فيه. وفي عام 1875 تلقى من السلطان فرمانا عينه به حاكما على سواكن ومصوع. وفي 1870-1875 امتد سلطانه على شاطئ البحر الأحمر من السويس إلى رأس غردفوي. وفي عام 1874 أرسل حملة إلى دار فور قضت على تجارة الرقيق، وعين أول وزارة مصرية برئاسة نوبار 1878، ولكنه أقالها ليستمر في تفرده بالحكم.
وقد كلفته خططه المختلفة لإنهاض مصر ثمنا غاليا واستدان المال وأنفقه دون حساب على مشاريعه العامة وعلى تظاهره، فازداد دين مصر حتى بلغ مئة مليون جنيه. وتدخلت الدول الاروبية في سياسته بحجة مراقبة الإيرادات لسداد دينها، وتم عزله من قبل السلطان عبد الحميد الثاني بضغط من السلطات البريطانية والفرنسية يوم 26 حزيران عام 1879، ورحل إلى ايطاليا، ثم رحل فيما بعد إلى الأستانة وتوفي بها يوم 2 آذار 1895 ، ودفن بالقاهرة.
(راجع دائرة المعارف الإسلامية1/159، 2/178-179)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق