سؤال وجيه استوقفني مرارا وتكرارا ! لمن نجيب عن هذا السؤال ؟ أ لدعاة الوطنية الذين ضيقوا واسعا؟ وأضاعوا البلاد وأفسدوا العباد. بدعوى الجاهلية التي تدعو إلى العصبية, والأنانية, وحب الذات.منذ أكثر من خمسة عشر قرنا.عندما كانت القبيلة تغزو جارتها, والقوي يقتل الضعيف, ويسبي النساء ويستعبد الأبناء ويسلب الأرزاق. فجاء الإسلام. وألف بين القلوب وانتصف من الظالم للمظلوم وأعاد الحقوق إلى أهلها ووضع الميزان. ميزان التقوى الذي يتساوى عنده الحقير والأمير, والغني والفقير, والكبير والصغير, بالتقوى والعمل الصالح.لا بالجاه والحسب, ولا بالمال والنسب. فيه التفاضل والتفاخر. من رب العباد الذي قال: ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي سن سنة طبقها على مسر ح الحياة ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) التقوى التي خولت بلالا الحبشي أن يعلو ظهر الكعبة لينادي بأعلى صوته ألله أكبر. أكبر من كل شيء نعم من كل شيء.من السادة من الأشراف من صناديد قريش من طواغيت الباطل,من أئمة الكفر والشرك, يتقدم العبيد على الأسياد , بقانون الإله الذي به سعد ت البلاد والعباد. بالعمل الصالح الذي فيه العطاء والتضحية فيه البذل والتزكية , فيه الحق يعلو والباطل مع أهله يصلى نارا حامية. وبعد أن دارت عجلة الزمن مسرعة وعلم أعداء الإسلام أن سر نجاح المسلمين وتقدمهم هو الميزان الذي أنزله الرحمن (والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان.وأقيموا الوزن بالقسط. ولا تخسروا الميزان) أين الميزان الآن؟ كسرناه واستبدلنا به ميزان الكفر فضللنا.هذه موازين البشر تخرجك من حفرة لتوقعك في حفر, ومن ثم تنشغل بنفسك عن غيرك من إخوانك وجيرانك. فهمك إنقاذ نفسك ولا علاقة لك بغيرك فهذه البلاد, وخيراتها تقسم وتوزع على أهل الكفر, ونحن ننتظر دورنا. لذا نتعاون مع أعدائنا على أبناء جلدتنا رياء ونفاقا كي نسلم وننسى بأننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض ..كما نراه كل يوم في فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان . دماء تهدر.وأشلاء تبعثر, وأحياء فوق ساكنيها تدمر. ولا حياة لمن تنادي والمسلمون منشغلون بأنفسهم لا يهمهم, الأرض ليست أرضهم, والقتلى غير ذويهم !. أما كفانا ذلا وهوانا عندما تشدقنا بدعوة القومية العربية ! أعداء الإسلام يخططون. ويفصلون لنا الشعارات ونحن ببغاوات نردد ما يرسمون ونلبس ما يفصلون. ومن أجل شعاراتهم. تهدر دماء وترمل نساء ويصبح الأصدقاء أعداء, والأعداء أصدقاء.أليس من العار ياأمة الإسلام أن نستبدل بكتاب الله نظريات خرقاء من أبناء لقطاء من الشرق والغرب. إلى متى نبقى نسقط ونقوم في أوحال الغرب ومستنقعاتهم نتسابق ونخوض كي نعوم. أليس فينا رجل رشيد. ألم يكن منا خالد بن الوليد, وهارون الرشيد الذي وقف يخاطب سحابة في السماء شرقي أو غربي فإن خراجك سيعود إليَّ. ثقة بربه واتساع بلاده التي تحت حكمه في مملكته. إلى أين أوصلتمونا يا دعاة الوطنية, و يا دعاة القومية العربية ! . وأنت يا سورية الحبيبة لست أحسن حظا من غيرك. شرد أحرارك, وغيب أبطالك وسكت ضعفاؤك. ونافق أشرارك. وأنت يا غراب البين صفر ونقر كما يحلو لك.حرمت الرجال الأحرار أصحاب الفكر والعلم من أقل حقوق الإنسان . من التعبير حتى عن رأيهم ومن العودة إلى وطنهم بأمان دون المرور بالبوابة الأمنية التي يذل بها الشريف ,ويكرمُ المنافق الضعيف. وبعد ربع قرن من الغربة, والعالم تغير فيه كل شيء بدعوى الديمقراطية التي ينشدها أعداء الإسلام بالغر ب لينشغل المسلمون التائهون الجاهلون نصف قرن آخر في التشدق بها كما تشدقوا بالاشتراكية نصف قرن مضى وانقضى لا لشيء لكن ليكونوا مع أعداء الإسلام عونا ونصيرا ليقضوا على تعاليم الإسلام والمسلمين بزعمهم. (والله متم نوره ولو كره الكافرون) وقد انتشر الفساد في كل شيء بالرشوة التي أصبحت ديدنا لكل موظف بلا خجل ولا وجل , و بكثرة النوادي للشباب والشابات للرقص للخمر للدعارة لإباحة المحرمات وسماع الأغاني الفاجرات , وهتك الحجاب في المدارس للمصونات وهذا غيض من فيض من المنجزات.!يا للعار يا عبيد الشهوات يا دعاة الفساد يا رافعين لواء الراقصين والراقصات. ما هكذا يصان الوطن وتحمى الديار ويقصى الشرفاء الأتقياء, لتكونوا مع الأعداء على المسلمين الأخيار.أما آن أن تعودوا إلى رشدكم وتعملوا خيرا قبل نهايتكم. من يزرع الشوك لا يجن العنب. كفاكم ذلا و خنوعا. الم تسمعوا وتعوا قول الله جل في علاه ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد, التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبا لمرصاد) نعم بالمرصاد لمن عن ميزان وشرع الله حاد. وفرط في البلاد وفرق شمل العباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق