الجمعة، 8 مايو 2009

اقليدس


330-360ق.م تقريباً
على الرغم من توافر المعلومات عن الكثير من العلماء القدامى من حيث علمهم وأعمالهم العظيمة التي غيرت وجه الحياة، إلا أن حياتهم الخاصة لا تزال غامضة بالنسبة لنا. وهذا واضح فيما نعرفه عن إقليدس. فعلى الرغم من أن اسمه معروف لأي طالب في مدرسة ثانوية، إلا أننا لا نعرف أي شيء تقريباً عن حياته: متى وأين درس؟ أين ولد وأين مات؟ كل ذلك مجهول بالنسبة لنا جميعاً. ويعتبر إقليدس مثالاً صارخاً لذلك، فنحن لا نعرف عن حياته شيئاً يذكر. لكننا نعرف أنه كان عالماً بارعاً في الرياضيات والهندسة وغيرها من العلوم. ويقال: إن الملك بطليموس الأول ملك مصر قد سأل إقليدس عن طريق آخر مباشر لإجادة الهندسة لا يمر بقارءة كتابه المكون من ثلاثة عشر جزءاً. وجاء رد إقليدس الشهير: لا يوجد طريق ملكي للهندسة يا صاحب الجلالة. وذلك لأن ما فعله إقليدس في الهندسة يعتبر طريقاً سحرياً كان من الممكن أن يستغرق ألفي عام دون وجود إقليدس.
والجزء الكبير من حياة عالم الرياضيات الكبير لايزال سرا غير معروف. لكنه ربما يكون قد تتلمذ على أفلاطون في أثينا. وهو بالتأكيد قضى معظم حياته في الإسكندرية حيث أقام أكاديمية للرياضيات. وقد كان لأعظم كتبه (العناصر) تأثير كبير على الفكر الأكاديمي الغربي، حتى أنهم يقولون أنه الكتاب التالي للكتاب المقدس من حيث عدد من درسوه وترجموه وإعادة طباعته، وهو يتفوق في ذلك على أي كتاب آخر في تاريخ الغرب كله.

كتاب العناصر:
كانت المعارف الرياضية التي صنفها إقليدس في ثلاثة عشر جزءاً من كتاب (العناصر) شاملة ومقنعة جداً لدرجة أنها بقيت بلا أي تغيير لمدة قرنين من الزمان. هذه النظريات لم تكن من اكتشافه الشخصي بالتأكيد، فقد كان يسعى لتجميع كل المعارف الهندسية (وأغلب المعارف الرياضية) في كتاب واحد.. وعلى ذلك كانت أفكار فيثاغورث وغيره من العلماء في كتابه جنباً إلى جنب مع اسهاماته ومنجزاته الشخصية. تناول إقليدس في الكتب الستة الأولى من (العناصر) الهندسة المستوية، فذكر فيها النظريات الأساسية عن المثلثات والمربعات والمستطيلات والدوائر. وكذلك نظرية إقليدس النسبية. بينما تناولت الكتب الأربعة التالية علم الأرقام والكتب الثلاثة الأخيرة ركزت على الهندسة الفراغية.
وإذا كانت الاكتشافات الحديثة خلال ثلاثمائة عام مضت قد تعارضت مع بعض ما أقره إقليدس، إلا أن ذلك لا يقلل من مكانته ومنجزاته. فهو من أعد كتاب (العناصر) بتلك الطريقة التي أثرت في الفكر الغربي وتطوره تأثيراً كبيراً، وذلك مما جعله الرائد الوحيد لعلم الهندسة لفترة طويلة، وهو لا يزال يحافظ على منزلته العالية حتى الآن، وهي منزلة لا ينازعه فيها كثيرون.

نبذة عن أعماله:
فاقت شهرة كتابه (العناصر) شهرة أي كتاب آخر أثر في الحضارة الغربية، وكان يعتبر أساساً لكل من جاء بعده من دارسي الرياضيات والهندسة وعلمائها، وذلك رغم ما ثبت من عدم صحة بعض النظريات التي قال بها.
أثرت أعماله وكتبه في كل ما تلاه من دراسات في الرياضيات والعلوم واللاهوت والفلسفة. وسبب ذلك أن إقليدس كان يتبع طريقة منظمة في كتابته. فهو يضع مجموعة من الحقائق في البداية ثم يبدأ في وضع النظريات بالاعتماد على هذه الحقائق التي ثبتت صحتها. وهذه الطريقة لا تزال صحيحة وتطبق حتى اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق