الجمعة، 8 مايو 2009

ارشميدس



هو أكبر علماء الهندسة في الأقدمين وواحد من الذين جعلتهم مكتشفاتهم العلمية من ذوي الذكر الخالد. ولد في سيراقوسه سنة (287) قم وتوفي سنة (212) ق م. ومع قرابته للملك هيرون ملك تلك المدينة لم ينل شيئا من خطط الحكومة. قصد الإسكندرية وهو شاب ليتلقى العلم في جامعتها فالتحق بها ودرس بها كل ما رآه نافعا، فلما رجع إلى بلاده أكب على التجارب والاكتشافات العلمية واستخرج منها الكنوز الثمينة فهو أول من عين النسبة التقريبية بين القطر ومحيط الدائرة والنسبة بين الكرة والدائرة المرسومة عليها وخواص الأشكال الحلزونية إلخ.
وينسبون إليه اكتشاف «البرغي» (القلاووظ) الذي لا ينتهي و«البرغي» الأجوف الذي يصعد فيه الماء بثقله الخاص وهو الذي استعمله في تجفيف الأراضي التي كان طغى عليها النيل. وينسب إليه أيضا اكتشاف العيار المخمس (وهي عدة كرات يتصل بعضها ببعض) والعجلات المسننة والكرة المتحركة ونظرية العتلة التي كان يعتقد في مقدار قوتها لدرجة أنه على ما قيل كان يزعم أنه يرفع بها الكرة الأرضية لو وجد ما يركزها عليه. وإليه ينسب أيضا اكتشاف البكرة المتحركة وقانون الوزن النوعي في علم الطبيعة.
وكان اكتشافه لهذا القانون الأخير وذلك أن هيرون ملك سيراقوسة طلب إليه أن يتحقق من خلوص ذهب تاجه دفعا لظن علق به من احتمال أن يكون الصائغ قد وضع فيه مقداراً من الفضة ولكنه شرط على أرشميدس أن لا يحلل من التاج شيئا. فأخذ رياضينا يفكر في المسألة حتى أعجزته فبينما هو في الحمام يوما مغموسا في الماء شاهد أنه لو رفع ساقه ارتفعت بسهولة كأنها فقدت من وزنها فأدرك في الحال هذا الناموس الطبيعي وهو (أن كل جسم يغمس في الماء يفقد من وزنه بقدر ثقل الماء الذي يزيغه حجمه) فرأى أنه بهذه الوسيلة يستطيع أن يحسب مقدار ما في تاج الملك من الذهب والفضة بوزنه في الماء ثم وزن الماء الذي يزيغه ومقارنة ذلك بثقل الذهب الخالص والفضة.
فلما أدرك ذلك حمله الطرب على أن خرج من الحمام عريان وهو يصيح (أوريكا أوريكا) أي وجدت وجدت. ولما هاجم الرومانيون سيراقوسه وطنه كان أرشيمدس أسرع قومه إلى الدفاع عن حوزته فتولى الزعامة واستطاع بعلمه أن يوقف هجمات الأسطول الروماني على جزيرته مدة ثلاث سنين.
وقد حكى المؤرخون الأقدمون من الرومانيين أمثال بوليب وتيت ليف تفاصيل هذه المقدرة العلمية التي حمت بلده من أكبر أسطول في العالم مدة ليست بقصيرة فقالوا إنه اخترع للمقاومة عدة آلات لقذف المقذوفات على السفن وكلاليب لتشبث فيها فترفعها ثم تلقيها فتغرق أو تصطدم بالصخور فتتحطم. وقيل إنه اكتشف أيضا بواسطة المرايا وسائل لإحراق السفن عن بعد بواسطة الأشعة الشمسية. فحار مارسلوس القائد الروماني في أمره ولم يستطع أن يهاجم الجزيرة إلا في غرة من أرشميدس، فلما دهمها برجاله كان رجلها يشتغل بحل مسألة رياضية عويصة فأنفذ إليه مارسلوس جنديا ليحضره إليه. فلما دخل عليه الجندي وجده مكبا على العمل فقال له قم معي، فرجاه أن يرجئه حتى يحل المسألة فضربه بسيفه فقتله، فأسف مارسلوس على موته غاية الأسف وعامل أهله برعاية وإكرام وبنى له قبرا ووضع عليه ما أوصى بوضعه أرشميدس نفسه وهو كرة وأسطوانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق