الثلاثاء، 19 مايو 2009

الامبراطور دقلديانوس

ولد دقلديانوس عام 245 م فى مدينة سالونا salona بولاية دالماشيا باقليم ايلليريا المطل على البحر الادرياتى شرق ايطاليا , و كان ابواه فقيرين, و ربما كان ابوه يشغل وظيفة صغيرة كغيره من طبقة المعتقين , و لكن ذلك لم يعق الابن الطموح عن التدرج الوظائف العسكرية , فقد انضم الى طبقة الفرسان ووصل الى رتبة دوق deux (اى قائد الفرسان ) فى ولاية ميسيا moesia , ثم اصبح قائد قوات الحرس الامبراطورى الخاص و هى من الوظائف الخطيرة , و تجلت كفاءته العسكرية فى حرب فارس , و بعد موت الامبراطور نوريانوس ( 283 – 284 م ) اعترف به بانه اجدر شخص بعرش الامبراطورية.

كان اسم دقلديانوس الحقيقى (ديوقليز ) و قد اختار اسم دقلديانوس بعد ان اعتلى العرش و اتخذ دقلديانوس لنفسه تاجا (عصابة عريضة مرصعة بالآلئ ) و اثوابا من الحرير و الذهب , و احذية مرصعة بالحجارة الكريمة . و ابتعد عن اعين الناس فى قصره , و حتى على زائره ان يمروا بين صفين من الخصيان و الحجاب و امناء القصر ذوى الالقاب و الرتب , و ان يركعوا و يقبلوا اطراف ثيابه.

و قد نظر اباطرة الرومان السابقين الى المسيحية على انها خطر يهدد كيان الامبراطورية , و اتبع بعض الاباطرة سياسة الاضطهاد للقضاء على المسيحية و المسيحيين , فعلى سبيل المثال اتهم الامبراطور نيرون المسيحيين بتدبير حريق روما سنة 64 م و انزل بهم اشد انواع العذاب , كما اصدر الامبراطور سفيروس مرسوم فى 202 م يحرم اعتناق المسيحية و فى سنة 250 م اصدر الامبراطور دكيوس مرسوما عرف بمرسوم التحريم لانه يحرم القول بالمسيحية , و الزم كل مواطن بحمل شهادة تتضمن الاشارة الى ان حاملها قام بتقديم القرابين للالهة الوثنية و انه سكب الزيت على الارض اكراما لها و قد تعرض الذين رفضوا الامتثال لمرسوم الامبراطور للاضطهاد و التعذيب بصورة وحشية .

اما عن موقف دقلديانوس من المسيحية و المسيحيين , فقد حرص معظم سنوات حكمه على اتباع سياسة تسامح دينى مع المسيحيين , ثم تحولت سياسته ضد المسيحيين فى اواخر حكمه , فاصدر دقلديانوس اربعة مراسيم فيما بين سنتى 302-305 م تحث على اضهاد المسيحيين , و قد شهدت هذه المراسيم حرق الاناجيل و الكتب الدينية و منع المسيحيين من التجمع و تحريم القيام باى صلوات او طقوس دينية , و قتل كل الرجال و النساء و الاولاد الذين يرفضون تقديم القرابين للالة الوثنية .

و كان وقع الاضطهاد شديدا على الاقباط فى مصر لدرجة انهم اتخذوا من سنة 284 م و هو تاريخ تولية دقلديانوس الحكم بداية للتقويم القبطى

وقد وصف يوسابيوس ذلك الاضطهاد بقوله : " انه يصعب على الكاتب الماهر ان يصف ما تجرعه المسيحيين فى صعيد مصر من عذاب قاس و آلام تشيب لها النواصى , فقد كانوا ياتون بهؤلاء المسيحيين و يمزقون اجسادهم و ينزعون عنها الجلد الى ان ينكشف اللحم , و هكذا كانوا يفعلون بباقى اجزاء الجسم الى ان يموتوا . " و ذكر البعض ان عدد من قتلهم دقلديانوس من المسيحيين بلغ حوالى ثمانمائة الف شخص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق