أن الأرهاب في جوهره هو ا ستخدام العنف بشكل منظم ولقد عرفته البشرية منذ أقدم العصور وإن ما يميز الإرهاب عن غيره من الجرائم أنه يستخدم وقت السلم.
فإذا ما قمنا بتحليل ظاهرة الإرهاب عبر التاريخ نلاحظ أن العديد من الكتاب والمتخصصين يخلطون بين مفهوم الإرهاب ومفاهيم أخرى كالجرائم ضد الأنسان والجرائم السياسية وجرائم الحرب.
فالإرهاب كفعل عنيف يستهدف إدخال الهلع والرعب في روع الضحايا، فلو قمنا بتحليل بعض الجرائم التي ارتكبت منذ أقدم العصور سنلاحظ أن هناك فرق بين مفهوم الإرهاب والمفاهيم الأخرى، فهجمات قبائل الهكسوس علي مصر الفرعونية في القرون السابقة لميلاد السيد المسيح عليه السلام يراها العديد من المختصين بأنها أعمال إرهابية كانت تستهدف الترويع والتخريب عن طريق استعمال العنف ولكنها في حقيقة الأمر تمثل غزو هذه القبائل للسيطرة علي مصر.
فهي تندرج تحت مفهوم الحرب التي تحدث بين المجتمعات منذ قديم الأزل.
مما يعني أن أعمال العنف والتخريب والقتل التي استخدمتها قبائل الهكسوس ضد مصر الفرعونية هي من قبيل جرائم الحرب التي عرفنها اتفاقيات جنيف الأربعة المنعقدة في منتصف القرن العشرين، فهي لا تدخل ضمن الأعمال الإرهابية لأنها حدثت وقت الحرب وليس السلم ومن شروط العمل الإرهابي إنه يحدث وقت السلم.
أما بخصوص مجموعة السيكاري الدينية التي نشأت في الفترة ما بين 66-73 من القرن الأول الميلاد، فهي حركة ثورية كان يطلق علي أعضائها أسم )الزيلوتيين ) وكانت أعمال العنف التي تقوم بها هذه المجموعة تستهدف الإمبراطورية الرومانية في الشرق الأوسط وقد بلغ أعضاؤها في رفضهم لما يعتبرونه أستعماراً رومانيا حد القيام بأعمال عنف ضد كل ما يمت إليها بصلة فضربوا منشاتها العامة والحقوا الدمار بقصورها ومؤسساتها وأتلفوا مستنداتها ومحفوضاتها، بل إنه هذه الحركة قد أخذت طابعا أجتماعيا وأقتصاديا حيث أعبترت أن من أهدافها الوقوف إلي جانب الفقراء والمستضعفين ضد جور الأغنياء وكان أعضاء هذه المجموعة يتسلحون بالخناجر ينقضون بها علي أعدائهم أينما ثقفوهم
نستطيع القول أن هذه الحركة الثورية تعمل من أجل تفويض الأمبراطورية الرومانية والقضاء عليها مما يعني أن أعمال العنف كانت أعمال مشروعة ضد المستعمر فهي من قبيل الكفاح المسلح ضد الأستعمار فكل أعمال التخريب والتدمير التي أستخدمتها الحركة هي من ضمن أعمال المقاومة المشروعة من وجهة نظر القانون الدولي المعاصر.
وفي القرن الحادي عشر ميلادي ظهرت فرقة الحشاشين وهي فرقة ظهرت في الشرق العربي ويتحدد أعضاؤها من الطائفة الإسماعيلية وقد أرادوا الاحتفاظ بمعتقداتهم ألدينيه وعاداتهم الاجتماعية فاصطدموا بالسلجوقيين القابضين بزمام السلطة آنذاك وعزموا علي تصفيتهم وكان يتزعم هذه الفرقة شخص عرف بالذكاء والبراعة في التدريب والتنظيم والقدرة علي السيطرة ويسمي حسن الصباح إلا أن المؤسس الحقيقي لهذه المجموعة كان يسمى شيخ الجبل علاء الدين وقد اتخذت هذه الفرقة من العنف وسيلة لتحقيق أعراضها وكان من أبرز مظاهره الاغتيال السياسي، وكلمة حشاشين تنطق باللغة الإنجليزية assasinte ≈ويؤكد صاحب المعجم الفرنسي تperit Robert ≈بأن الكلمة أصلها عربي وهي تعني الاغتيال وإن مصدرها في اللغة الفرنسية يرجع لهذه الفرقة التي يتعاطى أعضاؤها الحشيش يستمدوا منه الشجاعة في القضاء علي أعدائهم
أما بخصوص هذه الفرقة فإنها حركة سياسية أستخدمت العنف ضد أعدائها لحماية معتقداتها واعرافها الأجتماعية وبما أنها أستخدمت الأغتيال السياسي فان ما قامت به هذه الفرقة يدخل ضمن ما يعرف الآن بالجرائم السياسية، غير أن التمادي في عملية الأغتيال السياسي بشكل مستمر ولفترة غير محدودة فإنها تتحول الجريمة السياسية إلي جريمة أرهابية وهذا ما حدث لهذه الفرقة التي اشتهرت بممارسة الاغتيال السياسي مما يعني أنها مارست الأرهاب السياسي ضد أعدائها.
والإرهاب السياسي يمكن ملاحظته في ثورة الزنج التي قامت في العصر العباسي الثاني) 842م 1285م) وهي ثورة قام بها الزنوج الذين كانوا يعملون في فلاحة الأرض واستصلاحها تحت ظروف سيئة وبالغة القسوة في الوقت الذي كان فيه الاتراك هم الذين يسيرون شؤون الدولة حيث تميز العصر العباسي الثاني بضعف الخلفاء حيث سيطر الأتراك علي أوجه النشاط الأقتصادي وأستخدموا الأف الزنوج الذين كانوا لا يتقاضون أجراً لقاء الاعمال الشاقة التي يقومون بها فطالبو بتطبيق أحكام الأسلام عليهم واستشهدوا وبالآية القرآنية "إنما المؤمنون أخوه" ووقف إلي جانبهم بعض المسلمين إلا أن مطالبهم لم تتحقق فقاموا بالثورة علي السلطة وقاد ثورتهم شخص يدعى علي بن محمد الذي دعي إلي أنضمام غير الزنوج للزنوج ووعد بتحسين أوضاعهم وضمان حريتهم ولعل ما يعاب علي هذه الثورة ما صاحبها من مظاهر العنف وسفك الدماء مما خرج بها عن المألوف، فقد استباح الثوار كل شيئ وقتلوا كل من وقع تحت أيديهم ولاسيما في البصرة التي تجسدت فيها عمليات الانتقام والوحشية بأجلي صورها وأقصاها عنفاً ولئن كان جيش السلطة وبعد ما يقارب من خمس عشرة سنة من أخماد الثورة والقضاء عليها أنها نجحت في تحقيق بعض أهدافها فقد عملت الدولة العباسية بعد ذلك علي تحسين أوضاع الفلاحين والعمال وتخفيف النظم الإقطاعية المستغلة
إن الإرهاب السياسي في جوهرة هو استخدم العنف بشكل منظم مما يعني أنه يتفق مع مفهوم الثورة التي قد تستخدم العنف بشكل منظم وهذا ما حدث مع ثورة الزنج في بادئ الأمر ولكن مع ازدياد العنف والتدمير والقتل والوحشية بطريقة انتقامية بحيث انتشر الرعب في نفوس الناس خوفاً من أن تطالهم هذه الثورة التي استمرت خمس عشرة سنة مما يعي أنها تحولت من ثورة تنادي بالأخوة والعدالة الإجتماعية إلي حركة أرهابية لأنها تميزت باحداث حالة من الرعب والفزع في نفوس الناس فهي أحتوت علي عنصر من عناصر الارهاب.
في التاريخ المسيحي نجد أن الأرهاب تجلي في أوضح صورة له في محاكم التفتيش التي عرفتها أوربا المسيحية )) ويرجع أنشاء محاكم التفتيش إلي فكرة قديمة هي الرقابة علي العقيدة والتحقيق من سلامتها ونقائها وهي فكرة يتدعنها الكنسية الرومانية في عصر مبكر جداً )) وقد بدئ في تطبيق فكرة التفتيش عن العقيدة أو التحقق منها في أوائل القرن الثالث عشر حيث كان الباب يعهد إلي الأساقفة بتعقب المارقين والكفرة ومعاقبتهم وطبق هذا النظام في إيطاليا والمانيا وفرنسا وكان مندوبو الكنيسة يجوسون الديار بحثا عن الكفرة للقبض عليهم ومعاقبتهم وكانت تعقد لهذا الغرض مجالس كنسية مؤقتة تنعقد حيث الكفرة وتنفض متى يتم القضاء عليهم وتعتبر هذه المجالس النواة الأولى لمحاكم التفتيش ثم أنشأت بعد ذلك مراكز وائمة لمحاكم التفتيش أخذ معظمها من الأديرة مستقراً لها، وكان الأساقفة الذين يتولون رئاسة هذه المحاكم يتمتعون بسلطة مطلقة وكانت التحقيقات تجرى بصورة سرية وكان يسمح للنساء والصبيان والعبيد بالأدلاء بشهادتهم ضد المتهمين وليس لصالحهم بمعني كشهود أثبات وليس شهود نفي وكانت العقوبة الإعدام في حالة الإنكار والسجن المؤبد في حالة الاعتراف ومصادر الأموال والأملاك في جميع الأحوال
أما بخصوص الحملات الصليبية ضد المشرق العربي فإنها تدخل ضمن جرائم الحرب التي مارستها الكنيسة ضد المسلمين لأن الأرهاب المسيحي وقع ضمن حالة الحرب التي أندلعت بين المسلمين والمسيحيين فالجرائم الصليبية ضد المسلمين لا يمكن وصفها بالإرهاب إلا في حالة وقوعها في حالة السلم.
مفهوم الإرهاب لغوياً:-
جاء في المعجم الوسيط في وصف الإرهاب بأنه وصف يطلق علي الذين يسلكون سبل العنف لتحقيق أهدافهم السياسية ومنه ما يقوم به بعض الأفراد أو الجماعات أوالدول من قتل وإلقاء المتفجرات والتخريب
وللإرهاب أنماطه وفقاً للمعايير المستخدمة فمن حيث معيار الفاعلين هناك إرهاب الأفراد والجماعات وهناك إرهاب الدولة ومن حيث النطاق هناك الإرهاب المحلي والإرهاب الدولي.
وفي المعاجم الدوروبية فإن مصطلح الإرهاب TERRORISME ≈يتكون من مقطعين TERROR ≈وتعني الرعب و ISME ≈وهو يعني المذهب
من الناحية التاريخية يلاحظ أن الإرهاب كمصطلح لم يظهر إلا مع ظهور الثورة الفرنسية عام 1789 وذلك عندما مارسة أقطابها كمذهب أو كنظام للحكم وهو المذهب الذي تمت صياغته من قبل أقطاب الثورة الفرنسية أمثال سان جيستوروبسبير حيث قال الأول بأن الإرهاب هو العدالة الصلبة التي تفرضها مبادئ الفضيلة وقال الثاني بأن الإرهاب هو النتيجة العامة التي تفرضها المبادئ العامة للديمقراطية المطبقة تطبيقاً يتناسب مع الحاجات الضرورية التي يتطلبها الوطن وأمام الجمعية الوطنية قال روبسبير ما نصه ) لقد آن الأوان لترويع كل المتآمرين إذن أيها المشرعون ضعوا الرعب في جدول أعمالكم
فاستعمال مصطلح الإرهاب للدلالة علي معني سياسي أو قانوني لأعمال العنف لم يبدأ إلا مع ظهور الثورة الفرنسية عام 1789، حيث وصفت الفترة من 1793- 1794 بعهد الإرهاب الذي عرفته الثورة الفرنسية.
علي ضوء ما سبق يمكن أعتماد تعريف للأرهاب ذكره د. حسين توفيق إبراهيم في كتابه ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية" حيث قال" إن الأرهاب السياسي هو سلوك رمز يقوم علي أساس الأستخدام المنظم للعنف أو التهديد باستخدامه بشكل يترتب عليه خلق حالة نفسية من الخوف والرعب والرهبة وعدم الشعور بالأمان لدى المستهدفين وذلك لتحقيق أهداف سياسية".
عناصر التعريف:-
1. إن الأرهاب عمل رمزى فهو لا يستهدف الضحية في حد ذاتها وحسب ولكن النظام أو الجماعة أو الدولة التي تنتمي إليها الضحية فهو رسالة موجه إلي الآخرين.
2. إحداث أثر نفسي سلبي يتمثل في حالة من الخوف والقلق والرعب والتوتر لدى المستهدفين، حيث يمكن في إطارها التأثير علي توجهاتهم وسياساتهم.
3. يقوم الإرهاب السياسي علي أساس الاستخدام المنظم للعنف أو التهديد باستخدامة ويعد استخدام العنف من العناصر الأساسية للفعل الإرهابي فهو لا يمثل عنصراً عابراً أو طارئاً فيه
وتجدد الأشارة في هذا الصدد تعريف الجريمة السياسية لتمييزها عن الأرهاب السياسي فوفقاً للتعريف السابق للأرهاب وعناصره فإن هناك اختلاف جوهري بينهما فالجريمة السياسية تفتقد لعنصرين من عناصر تعريف الأرهاب السياسي وهما:-
1. إن الجريمة السياسية ليست سلوك رمزي بل سلوك مادي يتوجه إلي الضحية ذاتها سواء بالقتل وهو ما يسمى بالأغتيال السياسي أو خطف الضحية وأستخدامها كرهينة سياسية.
2. لاتهدف الجريمة السياسية إلي أحداث أثر نفسي سلبي يتمثل في حالة الخوف والقلق والرعب والتوتر لدى المستهدفين حيث يمكن في أطارها التأثير علي توجهاتهم وسياساتهم فخطف الرهائن مثلاً لا يستهدف منه بث الرعب والخوف في نفوس المواطين وانما يتم أستخدامهم كوسيلة ضغط ضد النظام السياسي لتحقيق مطالبهم.
مفهوم الإرهاب الدولي في المواثيق الدولية:-
إن أول اتفاقية دولية لم يكتب لها النفاذ والتطبيق إلي الآن هي اتفاقية جنيف لسنة 1937م حول الإرهاب وهي التي انعقدت بناءاً علي المذكرة التي تقدمت بها الحكومة الفرنسية إلي سكرتير عصبة الأمم في 9/12/1934 والتي بينت فيها الأسس لعقد أتفاق دولي للمعاقبة علي الجرائم التي ترتكب بغرض الارهاب السياسي وقد تقدمت فرنسا بأقتراحها هذا إثر مقتل الملك الكسندر الأول ملك يوغسلافيا ووزير الخارجية الفرنسي لويس بارتو الذي كان بصحبته في مرسيليا يوم 9/10/1934م وقد فر الجانيان إلي إيطاليا التي رفضت تسليمها لمحاكمتها بحجة أن الجريمة سياسية وبناءاً علي المذكرة الفرنسية قرر مجلس العصبة تشكيل لجنة يناط بها دراسة مسألة قواعد القانون الدولي المتعلقة بالعقاب عن النشاط الأرهابي.
وقد عرفت المادة الأولي الفقرة الثانية من الاتفاقية المتعلقة بتجريم الإرهاب عرفته بقولها في هذه الاتفاقية تمتد عبارة الأعمال الإرهابية لتشمل الأفعال الإجرامية الموجهة ضد دولة عندما يكون هدفها أو من طبيعتها أحداث رعب عند أشخاص أو جماعات معنية أو عند الجمهور
وإذا كانت الاتفاقية قد نصت في الفقرة الأولي من مادتها الأولي علي وجوب امتناع الدول عن تشجيع النشاط الإرهابي الموجه ضد دوله أخرى إلا أن التعريف الوارد في الفقرة الثانية من نفس المادة قد أفرغ هذا النص من محتواه حيث أعطي للإرهاب مفهوماً ينطبق علي أعمال الكفاح المسلح ضد الأنظمة الاستعمارية حيث كانت فرنسا دولة استعمارية كما ينطبق علي الدول التي تدعم الحركات الثورية القائمة بهذه الأعمال. أما الأعمال الإرهابية الرسمية التي تمارسها الدولة من خلال جهازها الحكومي تنفيذا لسياستها القمعية فلم تتعرض لها هذه الاتفاقية بالتجريم وهو ما يشكل النقد الرئيسي لهذه الاتفاقية)[10]).
مفهوم الأرهاب الأمريكي:-
أن الولايات المتحدة الأمريكية تتمتع بادوات ووسائل القوة بمعناها الشامل فإنها تحاول أن تسخر العولمة لصالحها. خاصة إذا علمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تتحكم بـ 65% من المادة الأعلامية في العالم.
وهذه إشارة علي مدى هيمنة الثقافة والقيم الأمريكية علي معظم دول العالم. وفي هذا الصدد يقول بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد كارتر) إن علي الولايات المتحدة الأمريكية وهي تمتلك هذه النسبة الكبيرة من السيطرة علي الأعلام الدولي أن تقدم للعالم نموذجاً كونياً للحداثة. بمعني نشر القيمة والمبادئ الأمريكية)
وقبله دعا الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في كتابه VICTORY WITHOUT WAR .
إلي نشر القيم الأمريكية إذا ما أرادت أمريكا أن تكون زعيمة للعالم. إلا أن سقوط الإتحاد السوفيتي وتفككه إلي دويلات صغيره أتاح المجال للولايات المتحدة الأمريكية أن تحاول بكل ما أوتيت من قوة بمحالة الميمنة علي العالم.
يرتبط الإرهاب الأمريكي بالظاهرة الاستعمارية علي اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة استعمارية.
تعريف الاستعمار:- هو أحد مظاهر التسلط السياسي أو الاقتصادي أو العسكري أو الثقافي أو الحضاري الذي تمارسه دولة علي غيرها وذلك لاستغلال مواردها الاقتصادية في خدمة ورفاهية الدولة الاستعمارية.
التفسير الاقتصادي للاستعمار:-
نظرية هو بسون HOBSON
ترتكز نظرية هو بسون في تفسير الدوافع الاقتصادية للاستعمار علي افتراض رئيسي مؤداه هو فكرة الأفراط في الإنتاج الذي يقابله قصور في الاستهلاك داخل الدول الرأسمالية مما يعني فائض في الانتاج ورأس المال مما يعني البحث عن أسواق خارجية لتصريف فائض الإنتاج الصناعي وتوظيف رؤس الأموال المتراكمة في الداخل.والصراع من أجل الاستحواذ علي الأسواق الخارجية والسيطرة علي المستعمرات هو أهم العوامل الرافعة للحروب الدولية
التفسير السياسي للأستعمار:-
أنتقد هانزمورجنتاو التفسير الأقتصادي للأستعمار حيث يرى مور جنتاء في كتابه المعروف السياسة بين الأمم والذي أبرز فيه مفهومه الأساسي للسياسة الدولية عندما قال "أن السياسة الدولية شأنها في ذلك شأن أي سياسة أخرى هي صراع علي القوة والقوة في اعتقاده هي الهدف العاجل والمسلح لكل السياسات الدولية بغض النظر عن الأهداف النهائية لتلك السياسات في قد تكون الحرية أو الأمن أو الرفاهية أو حتى القوة نفسها وقد تغلف هذه الأهداف النهائية بغلاف ديني أو فلسف أو اقتصادي أو اجتماعي فتحقيق الأهداف لا يتم إلا باستخدام القوة
ويضيف مورجنتاو في تعريفه لمفهوم القوة السياسية وهي جزء من مفهوم القوة بمعناها الشامل " إن القوة السياسية هي علاقة نفسية بين من يمارسونها وبين من تمارس ضدهم فهي تمنح الأولين سيطرة علي بعض ما يقوم به الآخرون من أعمال عن طريق النفوذ الذي يملكونه علي عقولهم وقد يمارس هذا النفوذ بأسلوب الأمر أو التهديد أو الإقناع أو بمزيج من بعض تلك الوسائل معاً
هذا يتطلب منا تحليل مكونات القوة السياسية:-
1.تتت الأفكار والمعتقدات التي يؤمن بها هؤلاء الساسة والقادة.
2.تتت القدرة التفاوضية الدبلوماسية.
3. الإرهاب السياسي كمعتقد سياسي فهو جزء من العقيدة السياسية لأنه وسيلة لتركيع الأخر والتأثير في عقله وسلوكه.
والقوة السياسية بمكوناتها الثلاث تستخدم وقت السلم وهذا ما يعزر بأن الإرهاب جزء من القوة السياسية.
وفي الختام نستطيع القول بأن الإرهاب هو جزء من السياسة الخارجية للدول وهو كذلك جزء من استراتيجية المقاومة المسلحة ضد المستعمر. والإرهاب الغير مشروع هو ذلك الإرهاب الذي يكون غير موظف في العملية السياسية للأفراد والجماعات والدول التي تناضل من أجل حريتها وأستقالها فالإرهاب المشروع هو جزء من القوة السياسية للدول والجماعات وهو بالتالي عنصر من عناصر القوة بمعناها الشامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق