الأحد، 3 مايو 2009

الامانة و الخيانة

الأمانة هي: أداء ما ائتمن عليه الإنسان من الحقوق، وهي ضد [الخيانة].
وهي من أنبل الخصال، وأشرف الفضائل، وأعز المآثر، بها يحرز المرء الثقة والإعجاب، وينال النجاح والفوز.
وكفاها شرفا أن الله تعالى مدح المتحلين بها، فقال: ((والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)) (المؤمنون:32).
وضدها الخيانة، وهي: غمط الحقوق واغتصابها، وهي من أرذل الصفات، وأبشع المذام، وأدعاها إلى سقوط الكرامة، والفشل والإخفاق.
لذلك جاءت الآيات والأخبار حاثة على التحلي بالأمانة، والتحذير من الخيانة، وإليك طرفا منها:
((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعما يعظكم به)) (النساء:58).
وقال تعالى:((يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول، وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون)) (الأنفال: 27).
قال الصادق (عليه السلام): (لا تغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم، حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث، وأداء الأمانة) (1الوافي ج3 ص82 عن الكافي).
وعنه (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ليس منا من أخلف الأمانة).وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أداء الأمانة يجلب الرزق، والخيانة تجلب الفقر) (2 الوافي ج10 ص112 عن الكافي).
قال الصادق (عليه السلام): (اتقو الله، وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم، فلو أن قاتل علي بن أبي طالب ائتمنني على أمانة لأديتها إليه) (3الوافي ج10 ص112 عن الكافي والتهذيب).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا تزال أمتي بخير، ما لم يتخاونوا، وأدوا الأمانة، وآتو الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك، ابتلوا بالقحط والسنين) (4عن ثواب الأعمال للصدوق(رحمه الله)).
محاسن الأمانة ومساوئ الخيانة
تلعب الأمانة دورا خطيرا، فهي نظام أعمالهم، وقوام شؤونهم، وعنوان نبلهم واستقامتهم، وسبيل رقيهم المادي والأدبي.
وبديهي أن من تحلى بالأمانة، كان مثار التقدير والإعجاب، وحاز ثقة الناس واعتزازهم وائتمانهم، وشاركهم في أموالهم ومغانمهم.
ويصدق ذلك على الأمم عامة، فإن حياتها لا تسمو ولا تزدهر، إلا في محيط تسوده الثقة والأمانة.
وبها ملك العرب أزمة الاقتصاد، ومقاليد الصناعة والتجارة، وجنى الأرباح الوفيرة، ولكن المسلمين وا أسفاه! تجاهلوها، وهي عنوان مبادئهم، ورمز كرامتهم، فباؤوا بالخيبة الإخفاق.
من أجل ذلك كانت الخيانة من أهم أسباب سقوط الفرد وإخفاقه في مجالات الحياة، كما هي العامل الخطير في إضعاف ثقة الناس بعضهم ببعض، وشيوع التناكر التخاوف بينهم، مما تسبب تسيب المجتمع، وفصم روابطه، وإفساد مصالحه ، بعثرة طاقاته.
صور الخيانة
وللخيانة صور تختلف بشاعتها وجرائمها باختلاف آثارها، فأسوأها نكرا هي الخيانة العملية التي يقترفها الخائنون المتلاعبون بحقائق العلم المقدسة، ويشوهونها بالدس والتحريف.
ومن صورها إفشاء أسرار المسلمين، التي يحرصون على كتمانها، فإشاعتها والحالة هذه جريمة نكراء، تعرضهم للأخطار والمآسي.
ومن صورها البشعة: خيانة الودائع والأمانات، التي أؤتمن عليها المرء، فمصادرتها جريمة مضاعفة من الخيانة والسرقة والاغتصاب.
وللخيانة بعد هذا صورا عديدة كريهة، تثير الفزع والتقزز، وتضر بالناس فردا ومجتمعا، ماديا وأدبيا، كالخداع والغش والتطفيف بالوزن أو الكيل، ونحوها من مفاهيم التدليس والتلبيس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق